رمضانيات “ريمسيا”|  مارادونا.. الفتي الذهبي الذي غير تاريخ الساحرة المستديرة

إقامة مباريات الساحرة المستديرة في شهر رمضان المبارك لها طابع ومذاق خاص فالعديد من اللقاءات يكون لها ذكريات خاصة تظل في ذاكرة جماهير وعشاق اللعبة الشعبية الأولى في العالم لاسيما وإذا كانت هذه المباريات حاسمة في مشوار بعض الفرق أو المنتخبات.

“ريميسا” يقدم لكم في هذه الحلقة تقريرا عن لاعب من كوكب آخر سطر اسمه بحروف من نور في تاريخ الساحرة المستديرة وأصبح أيقونة كرة القدم إنه دييجو أرماندو مارادونا والذي لقب بـ”البيبي دي أورو” أو “الفتى الذهبي”.

فقد نشر سحراً جديداً في عالم كرة القدم، فمن من كان يجرؤ على مقارنة إسم الأسطورة البرازيلي  بيليه “الجوهرة السوداء” بأي لاعب آخر، تألق دي ستيفانو وأبدع كرويف وتعملق بلاتيني، وبقي بيليه متفردًا كأفضل لاعب في تاريخ كرة القدم حتى أتى الفتى الذهبي ليغير قواعد اللعبة وينازع بيليه في ملكه على عرش الساحرة المستديرة.

الساحر الأرجنتيني في 20 فبراير 1981 حقق حلمه، وانتقل في صفقة تاريخية إلى بوكا جونيورز مقابل 4 ملايين دولار، وبعد أقل من خمسين يومًا، لعب الموهوب الأرجنتيني أول “سوبر كلاسيكو” في مشواره، عندما شارك في لقاء بوكا أمام ريفر بليت في العاشر من أبريل، وقاد فريقه الجديد لاكتساح غريمه بثلاثية نظيفة، بعدما تلاعب بمدافعي ريفر بليت المخضرمين ألبرتو تارانتيني وأبوالدو فيلول وسجل هدفًا تاريخيًا.

بدأ الفتي الذهبي رحلته الأوروبية عبر بوابة برشلونة عام 1982 بعد صفقة تاريخية جديدة حيث دفع الفريق الكتالوني  7.6 مليون دولار للتعاقد مع النجم الأرجنتيني.

وتألق الساحر في موسمه الأول مع البارسا بعدما ساهم في تتويجه بكأس ملك إسبانيا على حساب ريال مدريد، ثم كأس السوبر الإسباني على حساب أتلتيك بلباو، وأجبر مارادونا جماهير ملعب سانتياجو برنابيو على التصفيق له في مشهد استثنائي بتاريخ الكلاسيكو بعدما وقع على مشهد إبداعي في مواجهة كلاسيكو أمام ريال مدريد، عندما سجل هدفًا رائعاً.

رحل النجم الأرجنتيني من برشلونة بعدما توترت العلاقات بينه وبين مسؤولي النادي الكتالوني ليرحل إلى نادي نابولي في صفقة تاريخية بعدما دفع النادي الإيطالي 10.5 مليون دولار.

وقدم مارادونا المرحلة الأكثر ازدهارًا في مشواره الكروي، ومنح نابولي الفرصة لإنهاء الهيمنة الشمالية على البطولات المحلية الإيطالية.

كما تزامنت إبداعاته بقميص ناديه مع المشاهد الأهم بقميص منتخب بلاده، عندما أبهر العالم في الأراضي المكسيكية عام 1986، وقاد الأرجنتين للقب المونديالي الثاني.

موعد مواجهة الدور ربع النهائي بين الأرجنتين وإنجلترا، والتي جمعت المنتخبين واكتملت بمشهدين أصبحا الأبرز في تاريخ كأس العالم، وكان بطلهما مارادونا بعد أن قام بضرب الكرة بيده لتستقر في الشباك الإنجليزية ويقوم الحكم باحتساب الهدف.

عاد مارادونا منتشيًا إلى نابولي، ليواصل تألقه، ويقود الفريق الجنوبي إلى لقب الدوري المحلي الأول في تاريخه في موسم 1986/1987، ويشعل فرحة هيستيرية لم تعرفها مدينة نابولي طوال تاريخها، قبل الفوز بالكأس المحلي في الموسم ذاته، وواصل الأسطورة الأرجنتيني قيادته نابولي للفترة الكروية الأنجح في تاريخ النادي.

انتهت علاقة مارادونا الأسطورية مع نابولي عام 1991، وحجب النادي القميص رقم 10 في الفريق تكريمًا لأيقونته الذي تلقى صدمة كبرى بإيقافه 15 شهرًا بسبب ثبوت تعاطيه الكوكايين.